الأربعاء، 4 يوليو 2012

العائد

العائد

عائد من الغربة

هبطت الطائرة

وبهدوء

كأنه تصوير بطيء

أتى سلم الطائرة

وفتحت أبوابها

نزل الركاب جميعا

وأنزل العمال أغراضهم وأحمالهم

ذهب كل راكب لاستكمال إجراءات دخوله

لكنه لم يذهب كـ كل مرة

رحل بطيفه لكل المكان

كم شهد هذا المكان تواجده

وكم كان يتجول فيه

ذهابا وإيابا يقوم بتخليص أوراقه

وحمل حقائبه والجري على أهله يحتضنهم

لكن هذه المرة مختلفة

ينظر للجميع ... يتفحصهم

يشاهدهم وهم يقومون بنفس ما كان يقوم به

هذه المرة عودته مختلفة فهناك من يقوم بإجراءات السفر له

الجميع حين ينظرون إليه تختلف نظرتهم

و يحنون رؤوسهم ...

أيهابونه أم أن منظرة ملفت لهذه الدرجة..

اقترب منه مجموعه من الأصحاب صحبوه حتى الخارج

وفي بطء شديد تجول بناظرة يبحث عن أهله

وكله شوق إليهم

ها هم جميعا في استقبالي كـ عادتهم

ها هي والدتي عيونها لم تفارقها الدمعة

دموع تستقبلني بها ودموع تودعني بها

في كل مرة تقول :

( أخاف أن تأتي المرة القادمة ولا تراني

أخاف الموت وأنت بعيدا عني دون أن أراك )

وها هي بالدموع مرة أخرى تستقبلني

دموع بحرقة

لا تبكي أمي فـ ها أنا عُدت

و ها هي زوجتي تبكي بحرقة كـ كل مرة

وبنفس الحرقة ...

جففي دموعك يا حبيبة العمر

فأنا سأبقى

ها هم إخوتي يقف أخي الأكبر

يحاول ألا يرى أحد دموعه

ولكنها تنهمر على خديه

إني أراها أخي

إني أراهااا

ها هم صغاري أبنائي

يقفون بانتظاري

يبتسمون تارة ولا يعلمون لما الابتسامة

وتمتلئ أعينهم بالدمع تارة

أشعر بهم ... تدور بهم الدنيا

ولا يعلمون ما يجري من حولهم

فلا زالوا صغارا

يقفون محاولين تقليد الكبار في وقوفهم

الجميع ينتظر أن أمد يدي لـ أُسِلم عليهم

الجميع ينتظرون أن أجري عليهم أحتضنهم

هل تعلمون ؟

كم أتمنى احتضانكم جميعا

كم أشتاق إلى أن أرتمي في أحضانكم

ولكن كيف وأنا بهذا الحال

عدت نعم ولكن عودة مختلفة

عما كنتم تظنون وتنتظرون

إني عائد من غربتي

عودة أبدية ... نعم

ولكن لا لأحيى وسطكم يا أغلى من روحي

ولا لأضمكم و تسعدون بي وأسعد بكم

إني عائد من غربتي

عودة أبدية

بـ طيف قلب عصفور

تمنى وحَلُمَ يوما أن يعود

للوطن

و ها قد عاد

ولكن في كفن

ممدد في صندوق من خشب

عائد

لأُدفن في تراب بلدي

بالقرب منكم

وأبقى للأبد مجرد ذكرى

تمنت يوما يحتضنها تراب الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق