الأربعاء، 4 يوليو 2012

كل هذا الحب


كل هذا الحب

جلست تحدثني عنه

وأخذت تصفه لي

قالت إنه كان قويا

ذو شخصية مهابة

له صوت في الحق جسور

لا يخاف أحد ا

عظيما في كل شيء

إذا تكلم استمع إليه كل الكون وما فيه

حديثه متعة للسامع

حديث مودة وحب

حتى في الغضب

يعرف كيف يكتم غيظه

لديه عقل لم تجد مثله في العقول

... حكيما ...

سألتها

ما لون عينيه ؟

ابتسمت ابتسامة

وصمت منها الكلام

ونطقت عيونها

بكل الكلام

وكأنها ذهبت إلى هناك

إلى بحر عينيه

وسبحت فيهما

ونسيت كل ما في الكون حولها


فعُدت أسألها

ما لون عينيه ؟

زادت الابتسامة واحمرت الوجنتان

وقالت لونها بلون السماء

صافيه بصفائها حين يصفو

قاتمة بلون سحابة شتاء إذا غضب

حالمة هائمة عندما يكون معها ...

لجمتني بوصفها

فلم اعد استطيع أن أسأل عنه

فصمت مني أيضا الكلام

ولكنها لم تصمت

استرسلت

وقالت

كم أعشقه

فنظرت لها وعلي شفاهي سؤال

ولكنها أجابت قبل أن انطق به

قالت نعم اعشقه رغم هذا البعد

ورغم كل تلك السنوات علي فراقنا

لازلت أتذكر كل شيء

ماذا يحب وماذا يكره

كنت اعلم ماذا يريد قبل أن ينطق بالكلمات

وكان يلبي ما أريد قبل أن أفكر في طلبه

كان ونيس لي وأمني وأماني

كان نعم الخل لي كل أوقات زماني

كان الحبيب وكان الأخ وكان الأب

كان كل شيء

ولا زال كل شيء

صمتت و سقطت من عيوني دمعة

بل دموع

بصمت

كل هذا الحب بداخلك ...؟

أجابتني دون أن ألقي السؤال

وكأنها قرأته علي شفتيّ

قالت أحبه... أعشقه

وأعلم أنه لن يعود

ولكني أدعو الله أن أذهب إليه قريبا

قلت لها يا أمي إني أحتاج إليكِ

وإليه

خذيني معك

ولا تفكري بالذهاب بدوني

فلمن في هذه الدنيا تتركيني
...

وفي 6 يناير 2012 تركتني أمي
ورحلت لأبي .. بدوني
اللهم ارحم أمي وأبي واجعل مثواهما الجنة
واجمعني بهما في جنة الفردوس
آمين يا رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق