الجمعة، 17 مايو 2013

ما هو الربيع العربي الذي من أجله قامت الثورات؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هو الربيع العربي الذي من أجله قامت الثورات

قرأت مقالا سياسيا بقسم السياسة لشقيقي الغالي د. مازن خاطر

مقالا أثار مرارة تلك الغصة التي تزداد يوما بعد يوم

من حال بلادنا كلها بلا استثناء

وما آلت إليه من سوء أحوال

ولا اعلم هل هو تراجع للجاهلية ...

أم تطبع مع الصفات السيئة فقط من الآخرين

ولم لا نحكِّم عقولنا ولم أصبحنا ما عليه الآن ..!

البعض يلقي اللوم على الثورات العربية وما أسموه بالربيع العربي

فهل كانوا يريدون الثبات الطويل تحت غطاء الذل والهوان

مع كم الضغط المتولد من ارتفاع الحياة

واتساع الفجوة والهوة بين الطبقات في البلاد وبين الشعوب

وزيادة الحنق في النفوس التي ترى أمنيات وتتمناها ولا تستطيع تحقيقها

وابسط تلك الأمنيات الحياة بكرامة وآدمية

أعطيهم العذر في خوفهم وفي أمنياتهم بعودة أنظمة أسقطتها الثورات

بعد ما رأوه مما آل إليه الحال من تردي للحياة وصعوبتها

فما يحدث الآن ليس هو ما كنا نتمنى أن نجنيه من ثورة أبهرت العالم ولازالت

ما يحدث الآن شيء يعود بنا من جديد

لنفس السيناريو ونفس الأسلوب من قمع واعتقالات

وثورة الحرية التي قامت بأهداف نبيله اولها وأهمها الحرية

أصبحت ثورة عنف تفشت في جسد الدولة

وثورة أسقطت نظام وأقامت أنظمة لم نعد نعلم أي نظام يحكمنا

فـ بتنا نرى كل الأنظمة تحكم في آنِ واحد

نظام تصفية الحسابات

ونظام البلطجة لفرض القوة

ونظام التحكم في أقوات الخلق

ونظام الترهيب والتهديد والتكفير

ونظام الفضائح والتراشق بالسباب

وكل من لديه شيء ينشره ليسبق بفضح الآخر

ليكتسب نقطة لدى شعب لا يهتم بكل هذا

وشعب يفكر فقط في الاستقرار والحياة الآمنة والآدمية

التي تمناها والتي خرج وثار ليحققها

فوقع في فخ طيبته وسلامة نيته

وفقد كل ما تمنى تحقيقه

ولكن هل سيثور من جديد ؟

وهل سيحارب من أجل حقوقه التي تم استباحتها من كل تلك الأنظمة معا
بلا استثناء ؟

أم سيلتزم الصمت ويدخل في بيات طويل ويتقبل ما آلت إليه ثورته

هل يندمون عليها بم فجرته من عنف أصبح سمه للتعامل

ونتيجته تزداد سوءا يوما بعد يوم

الحديث في الأمر طويل وغصة تحمل مرارة كبيرة بحلقي

هل هذه هي بلادي التي حلمت سنوات عمري للعودة إليها والحياة بها

هل هذه بلادي التي أفخر بها وبروعة شعبها

وما يميزهم من صفات حميدة لا توجد إلا بهم

لا أعلم صدقا لا أعلم

عن أي ربيع نتحدث وأي ربيع تمنيناه ؟

عن ربيع الثورات العربية فهل حقا نحن في ربيع عربي ؟

اللفظ يتشابه لفظيا

ولكن أعلم أن الربيع الذي نقصده وتمنيناه

وسعينا بثورتنا لأجله هو شيئا آخر تماما

ربيع الازدهار في كل المجالات

ربيع العلم والعلماء كـ من سبقونا من علماء الإسلام

الذين علموا العالم ولازال علمهم يًدرس في اكبر الدول

ربيع ابن سينا وربيع ابن النفيس وربيع جابر ابن حيان

وخالد بن يزيد وربيع الرازي وأبو بكر الخوارزمي

ربيع الأخلاق والسلوكيات الإسلامية

ربيع علماء الإسلام كـ ابن تيميه وابن القيم الجوزيه

والإمام الشافعي

وغيرهم الكثير والكثير

التي تجعل كل من كان ينحني إجلالا وتقديرا

حين يتعامل مع مسلم

ربيع يجعل من الصفات الحميدة تطفوا

فتظهر جليا على الوجه وتتجلى في التعاملات

فيتحقق الرخاء حين يتقي الله كل صاحب عمل في عمله

فيتقنه ويقوم به على أكمل وجه

ربيع يجعل الرحمة عنوان وصفو النية مرجع للتعامل بين أفراد المجتمع

ربيع يجعل كل راعي يتقي الله في رعيته

فيعمل على رضا الله عليه برعايته لهم من كل النواحي

ربيع يجعل الاحترام أساس بين أطياف البشر

ربيع النخوة والشهامة والتواضع

ربيع التعاون والاتحاد

ربيع مزهر بالخيرات للجميع

وحين تجد بيتا لا يوجد به جائعا

ولا مسناً مهانا

ولا طفلا يعول

تعلم انك في مجتمع يكمل بعضه البعض

يتعاون .. ولا تعلم يد ما أعطت الأخرى ولا لمن

حينها يكون ربيعنا الحقيقي مزهر بكل أنواع الزهور

وحينها سيفوح عبير أخلاقنا الإسلامية لكل العالم

تمنيت حقا أن أعيش في زمن الخلافة الإسلامية

ولكن أين هو من يحمل عقل أبو بكر

وأين هو من يحمل قوة وعدل عمر

من يحمل رفق عثمان بن عفان

من يحمل عدل علي

رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا

أين هو الفارس كصلاح الدين

لا يوجد من يستطيع تحمل تلك المسئولية

فكل من بالساحة لا هم لهم إلا المناصب السياسية

أخذهم سحر الكراسي والمناصب

وأصبحوا في واد والشعب الثائر في واد آخر

وتناسوا أن من أوصلهم لتلك الكراسي هو هذا الشعب المطحون

الذي يزيدون في طحنه ويعاودون الضغط عليه

ويريدون التحكم فيه

ونسو أنه لم يعد يبالي بكل ما يفعلونه فلن يرضخ من جديد

ولن يقبل إلا الحياة الآدمية وبالكرامة التي قامت ثورته لأجلها

ولكن تُرى كم من الدماء يا بلادي سيراق على ترابك ..

حتى نصل لما يصبوا إليه شعبك ؟؟

أم سنعيد الانبهار للعالم بثورة بيضاء أقامها شعب عريق

ونعيد تلاحمنا وتماسكنا واتحادنا

ونبهر العالم من جديد بعودة قيمنا وأخلاقنا

ونتحدى بالمحبة التي هي سمة من سمات أهل بلدي

كل ما يقف أمام تحقيق نقاء أهدافنا

لا أقول غير ربنا يهونها ويلطف بعباده

بقلبي وقلمي براءة جميلة

ارق تحياتي وتقديري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق