في ذكرى أمي .. قالت لي إحداهُن
( حين رأتني أبكي أمي ولا زال حزني عليها كبيرا )
فقالت لي رحمة الله على أمك تستحق لحنانها الكبير معكِ
تقول لي ذلك لأن أمها تقسو عليها كثيرا .. كما تقول هي ..
وأقول لها و لكل من كانت أمه أو أباه على قيد الحياة
لا تظنوا تربية أمهاتكم أو آبائكم لكم قسوة
فهم يربينكم لتكونوا أقوياء في الدنيا
و والله قسوتهم التي تظنون
هي أقسى درجات الشدة عندهما
و أدنى درجات الحنان عندهما
وأقصى درجات الرفق عند غيرهما
فإن كانت تلك القسوة أدنى درجات الحنان
فما هي أقصى درجات حنانهما
حتما أحسستم بحنانهما وحبهما
كان حنان أمي وأبي رحمهما الله لا تصفه حروف
مهما حاولت الوصف
ولم أحزن يوما ولم أغضب
من قسوة قسوها أو شدة أو عقاب منهما لي
لأني على يقين أنه لن يوجد مخلوق على وجه الأرض
يُحب لي الخير ويتمناه لي مثلهما ..
فكنت أتقبل توجيهات أمي وأطيعها
محبة لها وابتغاء رضاها
ورضا الله تعالى الذي هو من رضاها عليَّ
و والله سيأتي يوما تتمنوا لو يعود الزمن للخلف
ويقسوا أكثر عليكم ولكن يكونوا بجانبكم سندا لكم
فـ مهما كبروا في السن وجودهم في الدنيا أمان
ومهما كبرتم فأنتم في احتياج لوجودهم بجانبكم
آهٍ لو تعلمون أن وجودهم في الدنيا أمان
لا يعلمه إلا من فقدهما أو فقد أحدهما ..
وبعدهما لا أمان ولا حنان ولا حياة
أمهاتنا وآبائنا طريق من طرق الجنة
التي أعطاها الله لنا
رحمة مهداه لنا من رب العالمين
فهل هناك ارحم أو أحن من قلب الأم والأب ؟
بارك الله في أمهاتكم وآبائكم
وجعلكم لهما خير ذرية في الدنيا
ورحم الله أمي وأبي وجعل مثواهما الجنة
وجعلني لهما خير ذرية في الدنيا
وألحقني بهما في جنة الخُلد
آمين يا رب العالمين
بقلبي وقلمي براءة جميلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق